فقه الحياة

إنَّ العالمَ الإسلاميَّ يعيشُ اليومَ حياةً مضّطربةً وفتناً ملتهبةً، فيتربصُ بهِ الأعداءُ من داخلِهِ عللاً وأدواءً، ومن خارجهِ استهدافاً وإغواءً، مستهدفينَ عقيدتهُ تشويهاً، وقيمهُ نقضاً، وكانَ المؤلّفُ من الذينَ عملوا على بيانِ الإشكالاتِ وتصحيحِ المفاهيمِ وتأصيلِ الرّؤى، والمعالجةِ في ضوءِ القواعدِ الشّرعيّةِ، والمقاصدِ الكليّةِ، الرّاعيةَ لمتطلباتِ الواقعِ المعاصرِ بغيةَ ترشيدهِ وتصحيحِ مساراتهِ بعيداً عن محاولاتِ تشويههِ، فعملَ من خلالِ كتابهِ على جمعِ أنواعٍ من الفقهِ الذي يلجُ عالمَ الفكرِ بما استحكمتْ فيهِ من عللٍ، وعالمَ الفعلِ بما اعتلاهُ من خطلٍ، جاعلاً إيّاها في ناظمٍ جامعٍ بنهحٍ رصينٍ وتعبيرٍ مبينٍ وأدبٍ متينٍ، واشتملَ الكتابُ على أنماطٍ من فقهٍ في عالمِ التّصوراتِ، ومسالكِ التّصرّفاتِ، كما عملَ المؤلِّفُ على طرحِ مفاكراتٍ ومدارساتٍ، وبثِّ آراءٍ ومعالجاتٍ، للوصولِ إلى بناءِ فقهٍ حضاريٍّ فاعلٍ، فكانَ الكتابُ بمضامينهِ، نظماً من العلمِ، والفكرِ والأدبِ والوجدانِ، يأخذكَ ويرقّيك إلى فقهِ الحياةِ.