سير أئمة المذاهب الفقهية الأربعة: أبو حنيفة النعمان

لقد تناولَ المؤلِّفُ في كتابهِ سيرةَ حياة الإمام وإضاءاتٍ وومضاتٍ منها حافلةً بخدمةِ الدّينِ وأبناءِ الأمّةِ المسلمينَ، مُبتدئاً بمقدّمةٍ تحدّثَ فيها عن فضلِ العلمِ الشّرعيّ، ثمَّ انتقلَ للحديثِ في فصولِ كتابهِ عن سيرةِ الإمامِ أبو حنيفةَ الشخصيّةِ، وقد تحدّثَ عن طلبهِ للعلمِ، وراحَ يذكرُ لنا شيوخهُ وتلاميذَهُ، مردفاً ذلكَ بإعطاءِ صورةٍ عن أخلاقهِ وفضائلهِ ومناقبهِ، ثمَّ انصرفَ بعدَ ذلكَ للحديثِ عن فقهِ الإمامِ؛ ذاكراً أصولَ مذهبهِ ويعرضُ نماذجَ من فقههِ وفهمهِ الأدلّةِ وعملهِ بها، واتّجاهاتِ فقهِ الإمامِ، ثمَّ بيانِ حفظهِ للحديثِ النّبويِّ الشّريفِ وفقههِ فيهِ مع إيرادِ نماذجَ حولَ فقهِ الإمامِ بالحديثِ وبيانِ أقوالِ العلماءِ المحدّثينَ فيهِ، ثمَّ عملَ على تقديمِ دراسةٍ حولَ أصولِ الإمامِ في العملِ بالنّصوصِ الشرعيّةِ، لينتقلَ من ثمَّ إلى دفعِ شبهاتٍ أثيرتْ حولهُ بالحقائقِ والدلائلِ، مبيّناً أسبابَ انتشارِ مذهبِ الإمامِ أبي حنيفة، ليتحدّثَ أخيراً عن مؤلّفاتهِ وعقيدتهِ وتربيتهِ وتعليمهِ وعن المحنِ الّتي مرّتْ في حياتهِ ووفاتهِ، ليعكسَ للقارئ صورةً دقيقةً رائعةً عن علمٍ من أعلامِ الأمّةِ، ونجمٍ من نجومِها، وإمامٍ من أئمّتِها الأربعةِ المعتبرينَ فقهاً ورأياً وديناً وتُقى.