الفرج بعد الشدة

هذا الكتاب يكفكف دمع المحزونين، ويساعد على التخفيف من كرب المكروبين، ومن أصدق ما واسی به أصحاب المصائب أن يطلعوا على من أشد منهم مصيبة فتهون مصيبتهم، فما بالك ببشری زوال هذه المصائب، وتفريج هم أصحابها؟ إن ذلك يبعث في النفوس الأمل، ويعين المحزون على العودة إلى العمل، فيملأ قلبه بالإيمان مكان اليأس، ويقبل على الناس مطمئن النفس. وما أبلغ ماقيل: "كنت حزينا لأني أسير حافي القدمين حتى رأيت رجلا مقطوع القدمين".
ويعد كتاب «الفرج بعد الشدة» للحافظ ابن أبي الدنيا فريدا في بابه؛ حيث ذكر فيه مؤلفه رحمه الله تبدا من صبر أصحاب البلاء على بلائهم، وطرقا من من بعض العلماء الأفذاذ، وطيقا من شدة صبرهم وقوة حجتهم مع ثباتهم على دينهم، ولما كان الإنسان لا يخلو من بلاء فإذا رأى من هو في مثل بلائه - أو أشد- كان له في ذلك أسوة ومعين له على الصبر.. وهكذا الدنيا: لا تخلو من بلاء؛ كما قيل:
اصبر لدهر کال من ك فهكذا مضت الأهوز فر و زن مرة كا الخزن دام ولا الشرور فرحم الله ابن أبي الدنيا، وفرج الله كرب المكروبين ورفع البلاء عن المبتلين.

حجم: 12×18 سم